منذ أن كانت طفلة وهى تبحث عن الامان رغم أنها كانت طفلة مدللة فهى أصغر أخوتها وطلباتها كانت أوامر لوالدها أكثر من والدتها
كانت الوالده مطحونة لا يوجد عندها وقت للتدليل ورغم انشغال والدها بالعمل الشاق طوال اليوم ولكنه كان يجد الوقت لتدليلها
تعودت على الوصول لما تريد بالإلحاح المستميت ودون أن يشعر الوالدين نشئت معقدة أصبحت أنانية لا تفكر فى شئ غيرها ، لا تبالى من أى حد
تشعر بأنها هى محور الكون تهتم بنفسها جدا وبشياكتها من ملبس ومظهر فقط لاتهتم بالجوهر بالثقافة أو حتى بالتعليم ومن يراها ينبهر بشكلها الجميل وأناقتها ولذلك تزوجت وهى صغيره لمن يكبرها بعشر سنوات ولأنها كانت حبيبة أبوها أهداها فى العماره التى كان يمتلكها شقة الزوجيه ولأن زوجها كان منذ ان فكر فى الزواج منها وهو يطمع فى مال ابيها كان دائما يطالب الاب ان يملك هو هذه الشقة التى اعطاه اياها هدية
وقد اعطى الأب الهدية لأبنته وليس لزوجها وخاف من كتابة الشقة بإسم ابنته كى لا تتنازل عنها لزوجها وأستمر الزواج ست سنوات فى مشاكل بينها وبين ابوها وامها على تمليك الشقة ولأنها لم تنجب بدأت الخلافات بينها وبين زوجها وطلبت الطلاق وظلت تلح لمدة سنتين الى ان نالت ماتريد وبعد الطلاق كان لابد لها من شغل وقت فراغها فاستثمرت هواية تصميم وتفصيل الملابس النسائية وبعد مرور سنة واحدة عاشت فيها سعيدة مع والديها واذا حاول أى أخ من أخواتها الثلاثة يتحكم فيها كانت والدتها تقول أنا وأبوها موجدين لا أحد يتحكم بها
وفى يوم وليلة مرض الاب جلطة بالمخ أدت لشلل وفقد النطق وفقد ماله وهى كانت العائل لوالديها وأخوتها الرجال ليس لهم وجود فى مساعدة ابوهم فى مرضه وتوفى الاب بعد سنة من المرض حينها شعرت انها فقدت الامان أبوها كان الامان بالنسبة لها
حاولت الام تعويضها الحنان وأعطائها الامان وكتبت لها الشقة التى أهداها والدها من قبل بعقد ابتدائى
وجاء عريس آخر كان من رجال السلطة كان فى تلك المره قريب من سن والدها يكبرها بخمسة عشر عام وعنده بنات وأولاد قريبين من سنها فى أول الامر كانت معترضة على الزواج ولكنه هو وعائلته ألحو عليها الى ان وافقت بعد الحاح من عائلته وعائلتها
عاشت فى سعادة طوال شهر العسل الذى كان بعيدا عن بيته وأولاده وأحبت زوجها الذى كان بالنسبة لها الامان الذى تبحث عنه منذ مات والدها وكان يعوضها الحب الذى لم تجده مع زوجها الاول
ورجعت بيت زوجها وأولاده وبدأت المشاكل بينها وبينهم حاول الزوج ان يصلح بينهم ولكنه كان دائما ينصر أولاده عليها حتى لو الغلط عندهم ومرت الايام بحلوها ومرها وزوجت كل أولاده وكانت نعم الام لهم جميعا والممرضة لوالدته التى جاءت لتعيش معاها كى تجد الونس
وبعد أحدى عشر عام من خدمتهم جميعا كان فيها الزوج ممكن يخاصمها بالست شهور لأنها غلطت فى ابنه او بنته
كانت والدتها دائما تنصحها بأن ترضى بالمقسوم وتصبر على زوجها وتحاول التوفيق بينهم وتوفت الأم واصبحت وحدها واخواتها الرجال حرموها من الميراث وأخذوا منها الشقة التى كانت بالنسبة لها الامان ضد غدر الايام وطلبت من زوجها التدخل ولم يفعل اي شئ
أصيبت بمرض نفسى جعلها تشعر بأنها مضطهدة من كل الناس وبعدم الامان غير بإمتلاك الأشياء واصبحت بخيلة جدا فى كل شئ حتى مشاعرها كانت ترى كل من حولها يكرهوها طلبت من زوجها ان يأمن لها الحياة بأن يكتب لها الشقة
الامان بالنسبة لها كان شقة وفلوس وقال لها ان بيت الزوجية هو بيت اولاده الذى لابد ان يكون مفتوح لهم حتى بعد موته وأنها ستظل ام لأولاده مدى حياتها وكما هى عادتها الألحاح فضلت تلح عليه ولما لم يستجيب طلبت الطلاق وفضلت تلح الى ان زهق وطلقها وأصبحت بلا مأوى وخرجت من بيت زوجها التى كانت تريد ان يؤمن لها مستقبلها لمستقبل بلا أمان بلا بيت ولا مال
لو تعلم أن الامان والسعادة كلها فى الرضى بالمقسوم والايمان بالله هو الضمان الوحيد فى الدنيا للأمان والسعادة والبحث عن السراب هو المستحيل وبالصبر يصل الانسان الى مايريد من راحة البال ولو علمت ان رزقها مكتوب لم يأخده غيرها والامان فى طاعة الله مابحثت عن سراب الامان